spider-man
عدد الرسائل : 916 العمر : 43 الموقع : www.spider-online.150m.com تاريخ التسجيل : 17/01/2008
| موضوع: قصة قصيرة 114 الأربعاء يناير 30, 2008 1:13 am | |
| 114
فى قلب المدرسة الثانوية , وتحديداً بين طلاب الصف الأول .. تعلوا الأصوات ويتزايد الكلام , وشغل الطالب الشاغل هو كيف يفر من المحاضرات مبكراً , وأما السبب فلا وجود له تقريباً .. يتساءل الطلاب عن الوسيلة للهروب من المدرسة , ذلك بعد أول خطوة يخطونها داخل المدرسة ! .. والأعجب أن بعضهم يجد تلك المشكلة
من الخارج أيضاً , فيتساءل , " كيف أدخل إلى هنا " ؟!
إذن فالمشكلة من الداخل ومن الخارج , ولا يجد الطالب مفر من السور الحبيب , فيتسلقه , ويدخل , وبعدها يعد الخطة ليتسلقه مرة أخرى إلى الخارج ...
وهذا ما حدث مع الأصدقاء الثلاثة ( محمد , أحمد , ياسر ) وهو ما يحدث لهم عادةً كل يوم .. فبعد تعاونهم مع بعض فى تسلق السور , ودلك بعد وضع خطة محكمة تخفيهم عن أنظار الأساتذة , والطلاب الفتانين , .. ونظراً لأن ( ياسر ) كبير الجثة وبدين , ساعده ( أحمد ) و ( محمد ) على التسلق أولاً , ثم صعد ( محمد ) بمساعدة بسيطة من ( أحمد ) , ولم يبق غير ( أحمد ) الذى صعد بكل سهولة وحده دون مساعدة من أحد .
من هنا كان جميعهم خارج السور ..
لو نظرنا خارج المدرسة جانباً , سنجد أن هناك موقف حافلات حكومية , كل الحافلات تتجه إلى طريق معين واحد , ماعدا حافلة واحدة , تحمل الرقم ( 114 ) , تلك تسلك طريقاً آخر , وهو طريق سكن الأصدقاء الثلاثة .
حظه سىء للغاية من يسكن فى هذا الطريق ويدرس فى تلك المدرسة بالذات , إلا إن كان هناك حافلة تحمل الرقم ( 114 ) , عندئذٍ يشعر بالراحة الأبدية .. وتواجد تلك الحافلة يتشابه فى الزمن مع تواجد كسوف الشمس الكلى ! , فعددها – الحافلات الحاملة للرقم ( 114 ) – إثنين فقط , فلا تتواجد إلا قليلاً جداً .
ومن هنا , نجد الأصدقاء الثلاثة , وبعد أن خرجوا عن طريق السور الخلفى للمدرسة , يسيروا آملين أن تكون هناك حافلة الأمل , ( 114 ) .. إنها المنجية من عذاب الركوب فى عربات الأجرة البيضاء , التى لا تتجه إلى طريق السكن , فيضطرون السير كثيراً بعدها .
****
عندما تكون فى أمس الحاجة إلى شىء ما , لا تجده , أو تجده بعد عناء شديد جداً .. وعندما لا تحتاج إلى الشىء , يأتيك فوراً وبسهولة وكأنه يسخر منك .
وهذا ما يحدث بالضبط مع الحاقلة ( 114 ) .
****
( محمد ) : " ها , هانركب ميكرو باص فى السريع علشان نختصر الوقت أحسن ؟ "
( أحمد ) : " لا لا , لو ركبت الميكروباص هاتلاقى ( 114 ) جاى فى وشك , فنستنى أحسن . "
( محمد ) : "ماهو لو إستنيت مش هاييجى بردو ,هايستنى لغاية ماتركب ميكروباص وييجى علشان يغيظك "
ضحك ( ياسر ) : " هههه , ياترى شوية الأوتوبيسات دول فيهم ( 114 ) ولا لأ "
( أحمد ) : " نعم ! , ماعتقيدش , إنت بتحلم ... "
إستطرد ( أحمد ) : " ... إستنى كدة ....
وإنعطف ( أحمد ) إلى اليمين كى يتمكن من رؤية أرقام الحافلات البعيدة , وتابعه ( محمد ) فى ذلك , إلا أن ( ياسر ) ظل يسلك يسلك نفس إتجاهه , يبدو أنه يائس .
ولكن مع العكس تماماً , حدث ما لم يتوقعه أحد من الثلاثة , وهو حدث قليل الحدوث فعلاً .
فبعد أن دقق ( أحمد ) النظر .. هتف بصوت عال :
" ( 114 ) .. إجرى عليه .. "
كانت الحافلة على وشك المغادرة .. وهى فارغة من الناس .. يبدو أنها مكثت هناك كثيراً .
وما أن رأى الأصدقاء الثلاثة تلك الحافلة وهى تغادر من هنا , حتى أخذوا فى الركض من هنا , ونظراً لكبر حجم ( ياسر ) حركته البطيئة , كان فى المؤخرة .
لحق ( أحمد ) بالحافلة ويشع منه كل رمز دال على الفرح والراحة , ثم تابعه ( محمد ) قبل فوات الأوان .. ثم نظروا حولهم , فلم يجدوا ( ياسر ) , .. نظروا خلال النافذة المتسخة له , وجدوه يركض وهو يائس .. إبتسم له ( محمد ) إبتسامة شماتة , وإبتسم له ( أحمد ) إبتسامة نصر .
****
فى اليوم التالى وفى الطريق إلى المدرسة , إجتمع ( أحمد ) و ( محمد ) ذاهبين إلى المدرسة .
( أحمد ) : " إيه .. هانعمل إيه , هانقوله إيه يعنى ؟ "
( محمد ) : " مش عارف , بس هايبقى شكلنا وحش أوى لو قولناله عاليحصل "
( أحمد ) : " طيب خلاص , لو كلمنا عن كدة هانتكلم عادى وأكن مافيش حاجة حصلت "
قالوا هذا وهم يبتسمون , ويضحكون .. ثم أخذوا يضحكوا ضحكات هيستيرية .
دخل ( أحمد ) و ( محمد ) المدرسة مبكراً فى هذا اليوم .. وجاء ( ياسر ) بعدهم متأخراً ..
وبعد إنتهاء أول محاضرة , إتجه ( ياسر ) مسرعاً لهم , وقال مبتسماً إبتسامة حقد :
" يا بختكم يا معفنين , وصلتو إنتو لغاية البيت بكل سهولة , صح "
نظر كل من ( أحمد ) و ( محمد ) إلى بعضهم البعض , وفى وجههم إبتسامات مضطربة , لم يعلق عليها ( ياسر ) .. قال ( أحمد ) :
" وإنت عملت إيه "
( ياسر ) : " هاعمل إيه يعنى , ركبت ميكروباص طبعاً " وإستطرد فى شىء من الحسرة :
" وحسيتو بإيه بقى لما ركبتو ( 114 ) ؟ "
قال ( أحمد ) فى ثقة مفتعلة مصحوبة بإبتسامة , وخارجه لا يعبر عن داخله :
" يابنى إحنا ركبنا من هنا , ونمنا وريحنا من هنا , صحينا لقينا نفسنا فى البيت "
ثم نظر إلى ( محمد ) وتبادلوا إبتسامات مضطربة , فى حين إتسعت إبتسامة ( ياسر ) الحاقدة أكثر .
****
العنيد يظل عنيداً فى كل الأحوال والأوقات , ولكن الغريب أن نجد العند فى الجماد .. ! , نعم فى الجماد , فعندما ترفض الحافلة ( 114 ) أن تقل الناس , وتنتظرهم ليركبوا عربات أخرى , لتأتى بعد ركوبهم فينظروا لها فى حسرة , فهذا عند , والذى يؤكد هذا , أن بعد ركوب ( أحمد ) و ( محمد ) الحافلة ( 114 ) , قام رجل جمع التذاكر بتغيير الرقم ( 114 ) إلى رقم آخر يسلك طريقاً آخر تماماً !
****
تمت
| |
|
hero
عدد الرسائل : 266 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 20/01/2008
| موضوع: رد: قصة قصيرة 114 الأحد فبراير 17, 2008 2:37 am | |
| | |
|